doc Á تاريخ النظم والحضارة الاسلامية ✓ فتحية النبراوي
لمين من المحدثين والمفسرين والفقهاء والمؤرخين والرحالة والجغرافيين، والفلكيين وعلماء الطبيعة والكيمياء والطب والصيدلة والاعشاب، بالاضافة الى الفنانين من المعماريين والموسيقيين، وعلماء الرياضة والجبر عمارة أفكارهم وجهودهم مما أكد ريادة هذه الأمة، وفضلها على العالم شرقه وغربهمن أجل ذلك كان اختياري لعنوان هذا الكتاب تاريخ النظم والحضارة الإسلامية؛ والذي كانت أولى طبعاته في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، وقد كان اختياري لهذا الموضوع ايماناً بأهميته القصوى للطلاب والباحثين بالإضافة الى ما يمليه ضمير المؤرخ المسلم من ضرورة التأصيل للنظم الإسلامية، التي تشمل النظم السياسية والإدارية، والنظم الاقتصادية، والقضائية، والعسكرية، فضلاً عن النظريات المختلفة التي وضع أسسها العلماء المسلمون في العلوم والآداب، في العمارة والبناء والتشييد، ولقد كان المسجد النبوي الشريف الذي وضع لبناته الأولى محمد صلى الله علية وسلم نواة للمدرسة والجامعة والبرلمان، ومجلسا تعلم فيه المسلمون أدب الدين وأدب الدنيا، هذا المسجد كان النموذج الذي احتذاه العالم للمدرسة والجا أريح
فتحية النبراوي ✓ تاريخ النظم والحضارة الاسلامية ePub
تاريخ النظم والحضارة الاسلاميةمعة، ومنه انطلقت اشعاعات الحضارة والفكر والثقافة والعلم، لتتعلم الدنيا على أيدي العلماء المسلمين الذين جابوا الآفاق ينهلون منهم أينما حلوا القيم الحضارية الإسلاميةوتتضح في طيات فصول هذا الكتاب العوامل الأساسية التي أسهمت في ازدهار الحضارة الإسلامية وشجعت على قيام النظم الإسلامية سياسياً وإدارياً وقضائياً وعسكرياً، ويأتي على رأس تلك العوامل الحرية الفكرية والمناخ الحر الذي أتاحه الإسلام لهذه الأمة بكل عناصرها المختلفة فالإسلام يساوي بين الأجناس والألوان، ويسمح بتلاقح الحضارات والثقافات، ولا يقبل بانغلاق الأمة على ذاتها وانكفائها على تراثها، وإنما كان لأهل البلاد المفتوحة والشعوب الداخلة في الإسلام دور مهم في إثراء الحضارة الإسلامية واستمرارها وتجددهالقد حفظ المسلمون تراث الإنسانية، ونقلوه بدقة وأمانة، وكانوا همزة الوصل بين القديم والجديد وتفاعلوا مع حضارات وثقافات البلاد التي دخلوها حاملين معهم قيم الحرية والتسامح والعدالة والفرص المتكافئة، ومن أجل ذلك كان التطور الدائم والمستمر والتدفق الهائل للافكار والابداعدار المسيرة للنشر والتوزيع a